SadNeS عضو نشيط
عدد المساهمات : 133 تاريخ التسجيل : 07/07/2009 العمر : 34 الموقع : www.falcon.ps/vb
| موضوع: مفهوم الأقصى.. الأربعاء يوليو 08, 2009 1:39 pm | |
| في سورة الإسراء قال الله تعالى " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الّذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السّميع البصير " . نعم أيّها الأخوة والأخوات أسري بالنّبي بالرّوح والجسد من القواعد الأساسيّة في مكّة على البراق رمز السّرعة في الأداء وفي الانطلاق في الاتجاه الأمثل إلى الأقصى الشّريف ، لقد كانت ناقة عمر يوم توجّه نحو الأقصى براقيه وكان الجواد الذي امتطاه صلاح الدين يوم فتحه براقياً ، وكان المنتهى في أرض الأقصى حيث جمع الله بينه وبين الأنبياء وجمع بين القبلتين ، جمع بين الميلاد والممات والمحشر ، جمع بين عاصمة الإيمان الجديدة ( مكّة ) وعاصمة الإيمان القديمة ( المسجد الأقصى / القدس ) .
فالحمد لله الذي جعل المسجد الأقصى متّسعاً وهي سدس مساحة القدس القديمة المحاطة بالسور فكلمة المسجد الأقصى يقصد بها البقعة من الأرض الّتي أقيمت عليها هذه العمائر الإيمانيّة عبر التّاريخ .
فلم يكن موجوداً أيّ بناء ظاهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلّم وسمّي في الآية بالمسجد لأنّه مكان العبادة ، " جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا " .
و قد وقع كثير من النّاس في مفاهيم خاطئة عن مكان الإسراء والمعراج وهل الأقصى هو الجامع المسقوف الذي في قبلة المسجد أم أنّه الصخرة المشرّفة أم أنّه الأقصى القديم أم أنّه الساحات التي أرادت بلديّة القدس أن تجعلها تتبع لنظام الحدائق العامّة وتسلخها عن قدسيّة الأقصى .
يا مسلمون تعالوا وشدّوا الرّحال واعلموا :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموعة الرسائل الكبرى " المسجد الأقصى اسم لجميع المسجد ….. وقد صار بعض النّاس يسمّي " الأقصى " المصلّى الذي بناه عمر بن الخطّاب في المقدمة … وإنّما المسجد الأقصى كل ما حاط عليه سور الحرم " .
و قال محمّد كرد علي سنة 1925 : "وقع الحرم على مساحة مربعة طول الجهة الغربيّة 490 م والشرقيّة 474 م والشّماليّة 321 م والجنوبيّة 283 م يحيط بها سور يختلف ارتفاعه بين 30 م و 40 م " .
و قال الأستاذ محمود العابدي ( نستنتج من ذلك كله ، أنّ حدود منطقة المسجد الأقصى " الحرم الشّريف " لم يطرأ عليها تغيير ملموس منذ أيّام الخليفة الوليد بن عبد الملك وحتّى الآن) .
والخلاصة : أنّ المسجد الأقصى الذي ذكر في سورة الإسراء هو الحرم القدسي كلّه ومضاعفة الثّواب بالصلاة فيه ، وتكون في أي جزء مما دار عليه السور.
نعم لهذا الأقصى شدّوا الرحال حيث الطّهر والعفاف والتاريخ والتراث إلى الأقصى حيث الإسراء والمعراج والرباط والفن والبناء والتجديد والإبداع ، إلى الأقصى شدّوا الرّحال حيث العلم والعلماء والمآذن والمساطب والزّوايا والقباب والأروقة والمدارس والمحاريب والأبواب.
إلى الأقصى شدّوا الرّحال حيث العطر الفوّاح من ذرّات برابه ، امتزجت بطهارة الأنبياء وقدسيّة الملائكة ودم الشهداء ، فأنبتت غراساً مرابطة أصبحت رقماً صعباً في عالم الضّياع.
يقول الدّكتور غازي رجب محمد " والواقع أنّ إطلاق المسجد الأقصى على المسجد المعروف حاليّاً هو اصطلاح حديث وإنّ جميع المؤرّخين والعلماء أطلقوا هذا الاصطلاح على الأبنية المحاطة بالسور والتي تشتمل على المسجد الأقصى وقبّة الصخرة وجميع القباب والمصليات والأروقة .
و ذكره ابن حوقل في كتابه ( صورة الأرض ) وبيت المقدس مسجد ليس في الإسلام مسجد أكبر منه .
و قال الصاحب تاج الدين أحمد وهو من الذين جاوروا الأقصى سنين " سبحان من جمع فيك المحاسن ، وكساك هذه الحلل الفاخرة ، وجعلك تحتوي على كنوز الدنيا والآخرة " .
يا مسلمون لا تضيّعوا الأقصى ولا تفقدوه فقد حرق ونبش واقتحم .
لقد فقدنا الأقصى يوم اغتيل العلماء والمفكرون .
لقد فقدنا الأقصى يوم تحوّل المجاهدون إلى باحثين عن بقايا حل سلمي .
لقد فقدنا الأقصى يوم سمعنا عن اعتقال خطباء الأقصى . فقدنا الأقصى مرّةً ….. ومرّةً ….. ومرّة .
يا أهل بيت المقدس و يا أهل فلسطين هنيئاً لكم هذه الذكرى التي ينظر العالم كلّه إليكم بغبطة عظيمة يتمنّون فيها أن يصلّوا ركعات تنفعهم عند ربّ البريّات .
و تذكيراً بهذه المناسبة العظيمة أقول أنّ المشهور في وقت الإسراء وتاريخه أنّه في رجب ورجح القاضي عياض أنّه قبل الهجرة بخمس سنوات.
قال ابن كثير " والحقّ أنّه عليه السلام أسري به يقظةً لا مناماً من مكّة إلى بيت المقدس راكباً البراق ، فلمّا انتهى إلى باب المسجد ربط الدابّة عند الباب ودخله فصلّى في قبلته تحيّة المسجد ركعتين ثمّ أتي بالمعراج وهو كالسلّم ذو درج يرقى فيها فصعد فيه إلى السماء الدنيا ثمّ إلى بقيّة السماوات وفرض الله عليه هنالك الصلوات الخمس ، ثمّ هبط إلى بيت المقدس ، وهبط معه الأنبياء فصلّى بهم فيه لما حانت الصلاة ، ويحتمل أنّها الصبح من يومئذ .
نعم إنّها سلسلة رائعة تسقط من السماء لتحضنها قباب الأقصى ومحرابيه وساحاته ومع قبّة السلسلة في لقاء قادم بإذن الله .
بقلم :/ الشيخ ناجح بكيرات
| |
|